88552_ALR_14-10-2019_p32-1

بوخالد للشعب: «لا تشلون همّ»

هذه كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات ولكل إنسان يشعر بالقلق بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم.

«لا تحملوا أي همّ وواصلوا حياتكم بهدوء وطمأنينة، فحكومة الإمارات ورجالها المخلصون وجنودها المجهولون الذين يعملون بكل صمت وهدوء يعملون ليل نهار حتى لا يشعر أي إنسان على أرض الإمارات بنقص في الدواء والغذاء».

وهذا ما اعتبره سموه «خطاً أحمر»، فالأمن الغذائي والصحي في الإمارات مضمون ولا جدال فيه وهو في أعلى المستويات.

هذا التصريح المهم جاء في وقت مهم، حيث بدأ البعض يتأثر بالشائعات وبأخبار وسائل التواصل الاجتماعي غير الصحيحة، فلم تمر إلا ساعات وأعلنها واضحة سموه بألا تقلقوا فتلك الشائعات غير صحيحة وكل شيء بيد أمينة وتحت إدارته وإشرافه شخصياً.

لا نستغرب هذا التفاعل السريع من سموه واهتمامه الشخصي لتهدئة الناس بعد شائعة نقص الغذاء والدواء، وهو الذي يتابع تطور وانتشار هذا الفيروس منذ اليوم الأول لظهوره، وهو الذي اتصل وتواصل مع دول العالم الصديقة والشقيقة ليطمئن على أحوالها ويعرض عليها أي مساعدة تحتاج إليها، من الصين إلى إيطاليا إلى كوريا الجنوبية والأردن وغيرها، إضافة إلى تواصل سموه مع مدير عام منظمة الصحة العالمية وبيل غيتس للتشاور حول أزمة فيروس كورونا، وعندما علم سموه عن شباب عرب تقطعت بهم السبل في ووهان ولم يعودوا قادرين على العودة إلى ديارهم، أمر سموه بالتنسيق مع الحكومة الصينية لاستقبال أولئك العرب، وأرسل طائرة خاصة بتجهيزات طبية كاملة أحضرتهم جميعاً إلى أبوظبي ليقيموا ضيوفاً معززين مكرمين في مدينة الإمارات الإنسانية التي أنشئت خصيصاً للحالات المصابة بفيروس كورونا.

ولم يتوقف سموه عند ذلك، فحتى إيران لم يستثنها سموه من وقفته الإنسانية في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها شعب إيران الجار، فقلبه الكبير تجاهل كل الخلافات السياسية ووضعها جانباً، ولم يكن أمام عينيه غير شعب إيران المسكين الذي يحتاج إلى المساعدة، فأمر بإرسال طائرة تحمل المستلزمات الطبية الخاصة بفيروس كورونا قبل أسبوع، ومنذ أيام أمر سموه بإرسال طائرة أخرى.

أكيد «ما بنشل همّ» وبوخالد، حفظه الله، يشرف شخصياً على هذا الملف ويتابع تطوراته أولاً بأول.

ومسؤوليتنا كأفراد مواطنين ومقيمين، بعد ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ودولتنا، هي أن نلتزم بالتعليمات، وأن نلتزم بعدم نشر الشائعات والأخبار غير الحقيقية وندعو الجميع إلى الطمأنينة والهدوء، والأهم من ذلك أن نلتزم بالبقاء في منازلنا قدر الإمكان خلال الأسبوعين القادمين.. فالبشرية كلها اليوم أمام تحدٍّ حقيقي للحد من انتشار فيروس كورونا، ولن ننجح في ذلك إلا بالالتزام بثلاثة أمور رئيسة، أولاً التزام الجميع بالبقاء في المنزل، ثانياً الالتزام بعدم نشر الشائعات حول المرض، وأخيراً الالتزام بالنظافة الشخصية.

88552_ALR_14-10-2019_p32-1

جسور محمد بن زايد

في عز الصيف والجميع يقضون إجازاتهم في مختلف أنحاء العالم مع عائلاتهم، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مهمة عمل في بلدين آسيويين، هما الصين ثم إندونيسيا.

سموه كان هناك لهدف واحد وهو مد الجسور مع تلك الدول في شرق الكرة الأرضيّة، هناك حيث مجموع سكان البلدين هو مليار و700 مليون نسمة، الشيخ محمد يعرف ماذا يعني أن تبقى الجسور التي بين الإمارات وتلك الدول باقية وتزداد قوة يوماً بعد يوم، فتاريخ العلاقات مع البلدين قديم وهذا أمر مهم، لكن الأهم أن نحافظ على علاقاتنا معهما ونقوم بتطويرها وهذا ما قام به الشيخ محمد بن زايد في هاتين الزيارتين وما سبقهما من زيارات سواء للشرق الآسيوي أو للغرب الأوروبي والأمريكي، فمصالح دولة الإمارات مع الجميع، ودورنا أن نحافظ على تلك المصالح.

قيادة الإمارات تتميز بشيء مهم، وهو أنها تعمل وفق رؤية واضحة مع الدول الصديقة وتتحرك من منطلقات مصالحها الاستراتيجية دون أن تتجاهل مصالح أصدقائها وشركائها، فالنجاح يحتاج دائماً إلى عمل مشترك وتبادل للمصالح، لذا فإننا نحقق النجاحات المتتالية ونكسب أصدقاء جدداً كل يوم.

ما يلفت في زيارات الشيخ محمد بن زايد الخارجية أنها بالإضافة إلى ما تحققه من إنجازات مع دول العالم في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعلمية وغيرها، فإن سموه لا يصل إلى بلد إلا ويحرص على الالتقاء بأبنائه المواطنين سواء من الطلبة الدارسين أو المرضى الذين يتلقون العلاج، بل وحتى من يكون في زيارة لتلك الدول التي يكون سموه فيها. وهذا يعكس حرص سموه ليس فقط على بناء الجسور مع دول وشعوب العالم، وإنما قبل ذلك على تقوية الجسور بينه وبين أبناء شعبه من مختلف الطبقات والأعمار وفِي مختلف المجالات، وهذا أحد أسرار شخصية الشيخ محمد بن زايد الكاريزمية والمحبوبة من الجميع. وهو يشكر كل مجتهد ويشجع كل متميز ويرفع من شأن كل مخلص، أما هو فقد اختار أن يعمل في صمت وهدوء وبلا ضجيج، فحب الإمارات وخدمة الشعب شيئان مقدسان لدى سموه.

وعلى الرغم من أنه لا ينتظر منا شكراً على ما يبنيه من جسور في الداخل والخارج، إلا أننا لا بد أن نقول شكراً وشكراً وإن كانت كل كلمات الشكر والعرفان لن تفي سموه جزءاً بسيطاً من حقه علينا وعلى الوطن.