88552_ALR_14-10-2019_p32-1

بهاء الحريري لـ«الرؤية»: استئصال حزب الله من منظومة الحكم مهمة لازمة في لبنان

قال بهاء الحريري النجل الأكبر للشهيد رفيق الحريري، في حوار مع «الرؤية» إنه سيكون على الحكومة اللبنانية تسليم سليم عياش عضو ميليشيات حزب الله الذي أدانته المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري وإن عدم تسليمه سيصل بالموضوع إلى مجلس الأمن الدولي.

وأضاف أن السنوات الـ15 الماضية كانت حلقة سوداء في تاريخ لبنان، وسيكون على الحكومة القادمة استئصال حزب الله من منظومة الحكم بالكامل، وأن الدعم الخليجي والدولي أساسي لخروج لبنان من محنته لكن سيكون على لبنان ترتيب البيت من الداخل. وقال بهاء الحريري الذي يعود للمشهد بعد غياب 15 عاماً إنه لا يمكنه أن يكتفي بالمشاهدة بعد ما حدث للبنان وإنه لا يطمح إلى أي مركز وإنما يفكر بلبنان.

كيف تنظرون للحكم الذي صدر في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري؟ وما الخطوات التي تتوقعونها بعد صدوره؟

نحن نؤمن بالمحكمة الدولية التي حكمت على عضو حزب الله الفاعل سليم عياش الذي أدين بكل الاتهامات، منها قتل رفيق الحريري والضحايا الذين بلغ عددهم 21 شهيداً، وكانت المحكمة واضحة بموضوع الأدلة غير المباشرة والتي تتضمن أن عملية الاغتيال كانت سياسية من الدرجة الأولى، وهذا النوع من المحاكم لا يملك أي صلاحيات لملاحقة الدول أو الأحزاب، إنما صلاحيتها هي ضمن إدانة أشخاص وملاحقتهم.

كيف سيتم التعامل الآن مع الأطراف المشاركة في الجريمة، ومع نظام الحكم وجماعة حزب الله جزء منه؟

قبل عام 2004 حزب الله لم يكن موجوداً في الحكم، وعندما طلب رفيق الحريري خروج سوريا من لبنان مستنداً على اجتماع بريستول الثالث في فبراير 2005، وبعدها اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وطلب خروج سوريا وتسليم الميليشيات سلاحها بحسب بنود اتفاق الطائف، والميليشيات المقصودة هي حزب الله التي لم تكن حينها كياناً من الحكومة، ولا يوجد لها أي وجود، وكان عليها أن تسلم سلاحها، حيث كان مخطط رفيق الحريري حينها تحويل لبنان إلى أمة موحدة بعد تطبيق مشروع الطائف.

والآن نحن في عام 2020 حيث يعاني لبنان من كارثة اقتصادية وانهيار مالي تام، وبعد فاجعة انفجار ميناء بيروت، نحن قمنا بطلب مفتشين دوليين، وأيضاً نحن بغاية الراحة بسبب نية إرسال الولايات المتحدة لعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي لإجراء تحقيق كامل.

وهنا نقطة يجب توضيحها حيث هناك فرق كبير بين المفتشين الدوليين والمحكمة الدولية، فالمحكمة الدولية تتطلب وقتاً كثيراً، أما المفتشون فنتائجهم سريعة، وبالتالي يجب متابعة هذا الموضوع بأهمية كبرى، لأن الاستهتار الذي حصل بوسط بيروت يجب ألا يمر مرور الكرام.

وبالنسبة لموضوع محكمة رفيق الحريري، نحن الأساس لدينا أن هذ اغتيال سياسي من الدرجة الأولى، وكان سببه بحسب الأدلة غير المباشرة طلب الحريري لخروج سوريا من لبنان، ومن الواضح أن الاحتقان السياسي السائد حينها ينتج عنه أن من مصلحة سوريا وحزب الله أن الإيجابيات في اغتيال رفيق الحريري أكثر من السلبيات، وهو ما كان واضحاً بدرجة كبيرة.

وعند حديثي لبعض المحامين الذين اعتبروا أن المحكمة خرجت عن صلاحياتها وهي حكمها على أشخاص فقط، أما ما قامت به المحكمة بموضوع الأدلة غير المباشرة فيعتبر إنجازاً، واليوم على الحكومة اللبنانية تسليم المتهم سليم عياش، وفي حال لم يتم تسليمه فستواجه مشكلة هي وحزب الله، لأن هذا الموضوع سيصل بالنهاية لمجلس الأمن الذي سيقرر وحينها سيتم التصرف بالشكل المناسب.

لن أكتفي بالمشاهدة

باعتبارك النجل الأكبر للشهيد رفيق الحريري، لماذا كنت غائباً عن المشهد السياسي طوال الـ15 عاماً الماضية، وعدت مع التطورات السياسية في أكتوبر الماضي؟ لماذا اخترت هذا التوقيت؟ وهل لديك أي مشروع سياسي سيبصر النور في الأيام القادمة؟

أنا أرى أن غيابي السياسي لمدة 15 عاماً هو شيء جيد، ولست نادماً على ذلك، رفيق الحريري كان لديه فكر معين وأنا لدي تفكير آخر، على الرغم من أنني مؤمن بمبادئه وفخور بكونه والدي، وعشنا على مبادئه أثناء حياته وبعد وفاته.

وأنا اليوم أصبح عمري 54 عاماً، وعودتي كانت بسبب أنني لن أغفر لنفسي كمواطن لبناني وكنجل رفيق الحريري أن أكتفي بالمشاهدة فقط إلى لبنان الذي ينهار ولا أقوم بفعل شيء.

والأمور بالنسبة لي الآن غير واضحة، ولا أرغب بالاستعجال، وأنا أؤكد أنني لا أطمح لأي مركز إنما أفكر ببلدي فقط، ومطلبي اليوم كمطلب باقي اللبنانيين، حكومة مستقلة بالكامل، ومنفصلة انفصالاً كاملاً عن حزب الله، ومنظومة زعماء الحرب، حيث يشهد التاريخ أن زعماء الحرب لم يبنوا أمماً، أما رجال الدول فهم الذين قاموا ببناء الأمم، بينما ما قام به زعماء الحروب هو الجلوس على كراسيهم، في حين وصل لبنان لدرجة من الفساد والانهيار لم يشهدها بتاريخه الحديث بأكمله الذي سيبلغ 100 عام في سبتمبر المقبل.

ومن المؤكد أن الإنسان بهذا الوضع يجب أن يقوم بفعل المستحيل للوصول بالبلد إلى بر الأمان، وما أعنيه بهذا الموضوع هو تأسيس حكومة مستقلة بطلاق كامل من حزب الله وزعماء الحرب وكل من ساندهم خلال آخر 15 عاماً، تكون على علم كامل بصلاحيتها، وتقوم باستئصال حزب الله من المنظومة بأكملها من الحكم بكافة قطاعاته كالقضاء الذي يواجه مشكلة كبيرة، كما يجب إعادة النظر بالمنظومة الأمنية والأوليات الأخرى كإعادة الإعمار والمساعدات، ومن ثم نحتاج إلى تعديل دستوري يتضمن فصل الديانة من السلطة التنفيذية والتشريعية، وتأسيس مجلس شيوخ لحفظ حقوق جميع الأقليات، إضافة إلى تطبيق اللامركزية الإدارية، إضافة إلى تحديد مرات الترشيح لرئيس الوزراء بحيث لا يكون له حق الترشيح لأكثر من مرتين كالنظام السائد في العالم.

حلقة سوداء في تاريخ لبنان

صرحت خلال الأيام الماضية منتقداً منظومة الحكم في لبنان وأطيافها، والتي كان جزء منها سعد الحريري، فهل كان انتقادك موجهاً للجميع أم تستثني أحداً من هذه المنظومة أم تعتقد أن المنظومة جميعها عليها ملاحظة؟ ومن ناحية أخرى هل تعتقد أن لبنان جاهز الآن لقيام دولة وطنية بدلاً من النظام الطائفي؟

تعلمنا من الوالد أن نحب بعضنا البعض ونقدس عائلتنا، وسعد الحريري هو شقيقي وأنا أحبه، ويوم قرار المحكمة كان يوماً صعباً علينا جميعاً، وقمت بتعزية كل أشقائي وشقيقاتي، وأهالي ضحايا الـ21 شهيداً الذين قضوا في التفجير، ونحن نعتبر أن عائلة الحريري لها حرمتها، وفي نفس الوقت نعتبر أن ما جرى في آخر 15 عاماً بين حزب الله وزعماء الحرب وكل من كان معهم ليس لهم أي حق ليكونوا في ولادة لبنان الجديد، هذه حلقة سوداء في تاريخ لبنان وصلت بنا إلى هنا حيث احترقت العاصمة اللبنانية، ولدينا اليوم أكثر من 200 قتيل و6000 آلاف جريح، ووصلنا إلى وضع غير مسموح، وبالنسبة لي لا أستطيع أن أغفر لأي شخص ضمن هذه المنظومة ولا بأي شكل من الأشكال، وأعتبر أن جميع أجزاء هذه المنظومة لا يجب أن تكون لكي يتسنى لنا بناء لبنان جديد مع الشعب اللبناني الذي يريدون ذلك.

أما بالنسبة للدولة الوطنية، فلبنان كان جاهزاً لقيام هذه الدولة منذ عام 2004، وهو ما كان يريده الشهيد رفيق الحريري من خلال تنفيذ اتفاق الطائف، ونحن اليوم متقدمون على جميع المشاكل العلمية والتكنولوجية والشعب اللبناني شعب مثقف، ونسبة المتعلمين به تبلغ 99%، وأنا بدوري أشكر الإمارات على استضافتها للبنانيين الذين تمكنوا من بناء الإنجازات وهذا فخر بالنسبة لنا، واللبنانيون جميعاً يرغبون الآن بنفس ما كانوا يرغبون به في عام 2004.

فنحن بالطبع مستعدون، وأنا على تواصل مستمر مع البطريرك الراعي وأناشده باستمرار على موضوع الحياد.

ونحن لسنا ضد أي من البلاد العربية، فلبنان مفتوح للجميع وبلد الجميع كما كان بالضبط خلال عهد رفيق الحريري، ولبنان مفتوح للجميع لمن يرغب بالتعلم أو الإقامة أو التصنيع أو الاستثمار، ومن يتعرض لكم فأنا على نهج الوالد لهم بالمرصاد.

وهذا هو حلم الوالد لجميع العرب، ونحن نعلم اليوم أن أشقاءنا العرب يترقبون الوضع في لبنان، وكانوا متأملين في عام 2004 أن نصل إلى هذا البر الآمن، وهذا ما تريده جميع الدول وبالصدارة دولة الإمارات العربية المتحدة، واللبنانيون اليوم ألح من السابق للوصول إلى ذلك.

نعول على الدعم الخليجي

هل أنت تعول على الدعم والمواقف الخليجية في المرحلة المقبلة، سواء دعم لبنان بعد الانفجار، أو عودة الدعم الخليجي السياسي للبنان؟

إذا لم نأخذ الدعم من إخواننا فمن من سنأخذه، نحن نرغب بالتقرب من القريب وليس الذهاب للغريب، فالخليجيون إخواننا، ونحن يتوجب علينا أن نخبركم بأن نقوم بإعادة ترتيب البلد من الداخل، فمثل ما قام رفيق الحريري بعد انهيار البلد بشكل كامل عقب الحرب الأهلية حيث كان الإخوة العرب والخليجيون يترقبون الخطوات، وعندما لمسوا التقدم احتضنوا رفيق الحريري، واعتبروه كفرد منهم، فأنتم إخواننا وهذا الأمر مفروغ منه، وليس عليه تساؤلات، فبالتأكيد الاعتماد الأكبر على قادة الخليج، وبالطبع نحن علينا تنسيق كامل الخطوات.

لاحظنا أن هناك العديد من التداخلات من الأطراف الدولية في الملف اللبناني في السابق وعقب انفجار مرفأ بيروت، فكيف تنظر للتدخل أو التعاون أو الوجود الدولي في لبنان؟

أنا أعتبر أن التدخل الدولي أمر إيجابي، واليوم جميع المسؤولين وحتى الفرنسيين كان آخر تصريح لهم هو الرغبة بفتح صفحة جديدة، وواضح أن الجهات الباقية أيضاً تتبنى الموقف الثابت بأن هذا الفصل الذي انتهى به لبنان هذه النهاية لا يمكن أن يكتمل، وأنا أقول إننا لا نستطيع الاستمرار بدون الدعم، ونحن مع إخواننا وعلينا أن ننظم البلد من الداخل، وكل سند ما بين دولي وما بين إخواننا العرب والخليجيين هو أساسي حتى نصل إلى بر الأمان.

مسؤولية نزع سلاح الميليشيات

هناك العديد من الأطراف الدولية والمحلية التي تطالب بنزع سلاح حزب الله، والسؤال هنا من يستطيع نزع سلاح ميليشيات حزب الله؟

نحن نعتبر أن هذه الحكومة لن تكون فقط حكومة تقنية ولا تستطيع أن تكون كذلك فقط، فيجب أن تكون حكومة مسنودة ونحن سنكون سنداً لها، ونحن الأكثرية ونسبتنا 70 % بهذه المعادلة، ونحن بالطبع نؤمن بالاعتدال مع المجتمع المدني، واليوم يوجد سقوط سياسي لهذه المنظومة، ونحن واجبنا أن نرتب البلد، ونقول إننا مستعدون لتشكيل هذا الوضع ونستعد بشكل كلي وعندها نطلب الدعم.

ونحن مطالبنا ثابتة، ونريد استئصال هذه المنظومة من النظام، فهناك جيش وأمن في لبنان وأجهزة ضخمة، وكل ما علينا هو استئصال هذه المنظومة منها، وبالتالي تصبح معادلة التوازن الداخلية مختلفة كلياً عن وقتنا الحالي الذي تسيطر به هذه المنظومة بشكل كامل على الدولة، وفي حال تم استئصالها سيكون وضعها حرجاً للغاية.

إضافةً إلى ذلك لدينا موضوع الانهيار المالي الذي يتطلب إجابة من حزب الله وكيف سيتمكن من تلبية المنظومة مادياً وسط انهيار الليرة اللبنانية، وقوتها الشرائية، إضافةً إلى وصول التضخم الغذائي إلى 250%، فهناك وضع صعب يحيط بهم ويمنعهم من الاستمرار والمقاومة.

وسط هذا الوضع الصعب، هل تعتقد أن يؤدي بحزب الله لمواجهة مع إسرائيل بهدف الهروب للأمام ونقل المعركة إلى خارج لبنان وخلق مشكلة أخرى؟

أستبعد ذلك، فحزب الله هو حليف لطهران، وبالنسبة لوضعهم الحالي لا أتوقع أن يخوض هو وطهران أي مخاطرة والدخول بمغامرة أخرى وأستبعد ذلك بدرجة كبيرة.

القطاع العام خط أحمر

الشهيد رفيق الحريري أعاد الروح إلى قلب بيروت منذ سنوات طويلة، وأصبحت السوليدير القلب النابض لبيروت، وذلك بعد الحرب الأهلية الطويلة، اليوم بعد الانفجار وبعد هذا الوضع الذي تشهده لبنان بشكل عام، هل عائلة الحريري سيكون لها دور مرة أخرى في إعادة الحياة لبيروت؟

نحن نعتبر أن هذا واجبنا، ولكن رفيق الحريري كان صارماً جداً من ناحية موضوع القطاع العام، ونحن لا نستطيع حتى لو كانت النوايا صافية أن نتقدم بأي موضوع يخص القطاع العام، وهو موضوع محرم علينا وخط أحمر بالنسبة لرفيق الحريري.

أما بطريقة أخرى فسنفعل ما نستطيع فعله، ونحن بالفعل نقوم بواجبنا بدون التصريح الإعلامي، وأنا أعتبر أن الحكومة يجب أن تكون مسنودة ومدعومة بهذا الأمر من الإخوان الخليجيين والعرب ومن النطاق الدولي، لتتمكن من تثبيت أوضاعها التي إعادة إعمار بيروت من ضمنها.

كيف ترون عملية إعادة الإعمار من ناحية المشهد الاستثماري ومشهد إعادة البناء في لبنان؟

الجالية اللبنانية المغتربة في مختلف بلدان العالم هي جالية ضخمة جداً، وبمجرد أن يصبح الوضع جيداً في لبنان، ستعود هذه الجالية، وترغب بالاستفادة من الاستثمار في لبنان ومن المنظومة الجديدة.

وأنا مؤمن بأننا سنستطيع إعادة تأهيل النظام المالي، كما أنني أؤمن بموضوع الشراكات المالية، إضافةً إلى موضوع السياحة، وتسويق المنتجات الغذائية اللبنانية، إضافةً إلى موضوع البعثات العلمية والدراسية، حيث إن لبنان يمتلك نظاماً تعليمياً ضخماً.

جذب المستثمرين

بعد الأحداث السياسية والاقتصادية الماضية، كيث سيتمكن لبنان من مخاطبة واستقطاب المستثمرين الخارجيين للعودة إلى لبنان مرة أخرى؟

لهذا الأمر أنا أقول إنه من الضروري أن يكون هناك حكومة جديدة بعد تعديل الدستور بالإضافة إلى قانون انتخاب يمثل جميع اللبنانيين، فولادة هذا البرلمان الجديد يعني وجود فصل جديد من برلمان مفصول عن السلطة التشريعية، بالإضافة إلى حكم مفصول عن الديانات، وبالتالي يجب اتخاذ العديد من الخطوات الأساسية في موضوع الفساد، لنثبت الثقة.

وهذه الخطوات جميعهاً ستعكس أننا جديون ونريد التقدم ببناء لبنان الجديد وستعيد الثقة.

نتفهم مشاعر الغضب

لاحظنا خلال الفترة الماضية وخاصة بعد السنوات الصعبة التي مر فيها لبنان، عندما جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب العديد من الشعب اللبناني بعودة الحكم الفرنسي على لبنان في مشهد أثار العديد من التساؤلات، كيف تقرأ هذه المطالبات من الشعب اللبناني ومن الشباب اللبناني بالتحديد؟

تزامنت زيارة ماكرون بعد يوم أو يومين من فاجعة لبنان، وعلينا أن نضع بعين الاعتبار أن جرح الشعب اللبناني كان لا يزال طازجاً، ولكن الآن هدأت النفوس نوعاً ما، والشعب اللبناني يرغب بعلاقات جيدة مع جميع الدول، وبالنسبة لنا علينا أن نثبت أنفسنا في لبنان قبل أي شيء.

وأنا لا أتوقع أن يرغب أي مواطن لبناني أن نعود إلى أيام الانتداب الفرنسي، ولكن بالطبع نتفهم هذه المطالب حينها خاصة أنه كان لم يمر العديد من الوقت على الانفجار وكان الشعب يمر بغضب شديد واحتقان هائل.

لبنان سيركب قطار السلام عاجلاً أو آجلاً

الحدث الأبرز اليوم على الساحة العربية والعالمية هو معاهدة اتفاق السلام مع إسرائيل، كيف تنظرون لمثل هذه المعاهدات اليوم في مثل هذه الظروف؟

جميعنا داعمون للقضية الفلسطينية وهذا الموضوع مفروغ منه، وخاصة دولة الإمارات التي كانت داعمة أساسية لها على مر التاريخ، وحتى لبنان ساند القضية الفلسطينية عبر عقود، لذلك لا يجب الحكم بموقف معين بمجرد اتخاذ قرار معين بل يجب أخذ كل هذه السنوات من التقديم والمساندة والدعم بعين الاعتبار، والأمة العربية لا شك أنها متمسكة بحقوق الفلسطينيين.

وبالطبع دولة الإمارات أدرى بالقرار الذي يصب في مصلحتها، ونحن نحترم هذا القرار، وبالنسبة لنا دولة الإمارات هي دولة شقيقة، وعاجلاً أو آجلاً لبنان سيصعد بنفس القطار، وموضوع السلام كان بالنسبة لرفيق الحريري هو موضوع أساسي بشروط، ونحن لسنا ضد هذا الأمر وهذا القطار هو قطار السلام ونحن مؤمنون به.

هل تعتقد أنه من الممكن أن يستفيد لبنان أو أي دولة عربية من مثل هذه الاتفاقيات، خاصة أن لبنان دولة مواجهة مع إسرائيل ولها تاريخ معها؟

بالنسبة لنا موضوع الحزام الأمني كانت المشكلة العويصة مع إسرائيل، أما بالنسبة لمزارع شبعا التي لاتزال محتلة من إسرائيل فهو موضوع أبسط بكثير ويمكن حله ببساطة عن طريق تحكيم الأمم المتحدة في حال كان هناك حكومة قوية.

وبالطبع يجب علينا التخلص من هذه المنظومة، وعاجلاً غير آجل سنصعد إلى قطار السلام.

فيما يخص وجودك في المشهد السياسي، هل هناك أي دعم من دول معينة سواء عربية أو أجنبية في ظل تحركك الأخير الذي ينظر له العديد بأنه إيجابي؟

نحن بالنسبة لنا نؤمن بالحياد ونريد علاقات جيدة مع جميع الدول، وموضوع ماذا نريد أن نفعل لصالح لبنان هو موضوع وطني وليس مطلباً شخصياً لبهاء الحريري.

رسالة للشباب اللبناني

لاحظنا دعمك في الفترة الأخيرة للشارع اللبناني ولمطالب الشباب اللبناني المعنوي والمادي، نريد أن نعرف رأيك في الشباب اللبناني وكيف تنظر للشباب الذين رأيناهم في الشوارع والميادين والذين يعيشون حالة من الطموح واليأس في نفس اللحظة، وخاصة المشهد الأخير الذي رأيناه في صالة مطار بيروت والازدحام في صالة المغادرة، أنت كمواطن لبناني كيف تنظر إلى هذا المشهد وإلى حلم الشباب اللبناني؟

أنا مؤمن بقدرات الشعب اللبناني على التحمل، بالطبع هناك حالة يأس في لبنان، وأنا أتفهم هذا الأمر، ولكن لم أرَ طيلة حياتي كالشعب اللبناني من ناحية قدرته على التحمل وهو شعب لا يستسلم لليأس.

وكل ما علينا أن نرشده على الطريق الصحيح، وإيصاله إلى بر الأمان، ومن الواضح أن الشباب اللبناني مستاء جداً وهذا من حقه، وأنا أقول إن الأمل موجود وعلينا أن نتقدم، ويجب أن نرتب وضعنا الداخلي، ورسالتي للشباب اللبناني هي أن اليأس ممنوع وجميعنا مررنا بمحن ولكن لم نستسلم لليأس.

علينا أن نوضح أننا نحن الأكثرية والمنظومة السياسية سقطت سياسياً والأكثرية يريدون التغيير، واليوم الأنظار تتطلع إلينا وتنتظر الخطوات فاليأس ليس مقبولاً.

هل هناك كلمة أخيرة ترغب بتوجيهها؟

أنا أشكر دولة الإمارات الحبيبة على جميع ما قدموه على مر التاريخ لدولة لبنان، واستضافتها للجالية اللبنانية، وأريد أن أقول للبنانين علينا أن ننظر للأمام كما علمنا رفيق الحريري واليأس ممنوع وهذه هي البداية.

88552_ALR_14-10-2019_p32-1

لا إكراه في السلام

الإمارات لا تجبر أحداً على السلام، وفي الوقت ذاته هي وأي دولة أخرى لا تقبل أن تُحاسب لأنها اختارت طريق السلام.

ولا يحق لأي أحد أن يعترض على علاقة سلام بين بلدين، فالأساس في علاقة السلام هو أن من اختارها لن يعتدي على الآخرين بهذه العلاقة، ومن يؤمن بالسلام مع أحد فإنه بلا شك يؤمن بالسلام مع الجميع.

ما تقوم به «بعض» الأطراف الفلسطينية وغيرها، منذ إعلان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي قبل أسبوع، من تهجم وإساءة في حق الإمارات أمر غير مقبول، وما قام به البعض من إحراق العلم الإماراتي والإساءة لرموز الإمارات أمر لا يمكن السكوت عنه، ونتوقع من المسؤولين الفلسطينيين أن يتخذوا الإجراء اللازم في حق أولئك المسيئين الذين لم يلتزموا بآداب الخلاف والاختلاف، خصوصاً أولئك البعض القليل ممن لم يكتفوا بتوجيه اتهامات التخوين للإمارات وذهبوا بعيداً بشكل لم نتوقعه أبداً!
الأمر الذي خلق ردة فعل في الشارع الإماراتي واتضح ذلك جلياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث وصل التراشق الإعلامي بين الجانبين إلى مستوى غير مقبول، فالشعبان الإماراتي والفلسطيني شقيقان منذ الأزل، وعلاقتهما باقية رغم كل شيء ورغم هذا الاتفاق، وخصوصاً أن الإمارات كانت واضحة جداً وأكدت منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق مع إسرائيل أنه غير موجه ضد الفلسطينيين، بل على العكس، من الممكن أن تساعد هذه العلاقة الجديدة في تحريك مياه القضية الفلسطينية الراكدة منذ سنوات.

تعودنا في الإمارات أن نواجه الإساءة بالإحسان، وأن يكون خلافنا حضارياً وفي مستوى أخلاقنا، وهذا ما سنتمسك به جميعاً، ورغم التجييش الإعلامي الذي تقوم به «بعض» الأطراف الداخلية في فلسطين، وبعض الدول العربية والإقليمية ضد المعاهدة وضد الإمارات، إلا أن الحكمة في الرد على هذه الإساءات ستكون خيارنا الأول، لكن الإمعان في الإساءة والإصرار على التخوين وإصدار الفتاوى المسيسة وتجاوز الخطوط الحمراء في الخلاف، فإن كل ذلك ـ بلا شك ـ سيجعل الأمر مختلفاً وخارجاً عن السيطرة، ولن تكون نتائج ذلك في صالح الطرفين ولن يستفيد من هذا الوضع إلا أعداء السلام وتجار القضية الفلسطينية.

والتراشق في السوشال ميديا من الطرفين ليس له داعٍ، فلا مشكلة بين الشعبين، وإدراك الجميع أن هذا الاتفاق في جوهره «سياسي» يفترض أن يجعل الأصوات المؤيدة أو المعارضة تنخفض، فالمؤيدون يجب أن يعرفوا أن ما تم مجرد خطوة، وأن طريق السلام طويل وشاق ومليء بالصعاب والتحديات، والاحتفاء بهذا الاتفاق يجب ألا يكون مبالغاً فيه بالطريقة التي نراها، أما المعارضون فيجب أن يهدؤوا أيضاً ويتعقلوا، وألا يبالغوا في تشويه ما تم، فالاتفاق ليس طعنة في الظهر، ولا يعني الخيانة ولا نهاية حل القضية كما يروجون، ففي هذا الاتفاق وما سبقه وما سيلحقه قد يكون الحل.

88552_ALR_14-10-2019_p32-1

الإمارات ليست وحدها

في طريق السلام دولة الإمارات ليست بمفردها، فمعها كثير من الدول العربية ودول العالم والكثير الكثير من الأشخاص من الخليج والعالم العربي والعالم، بل حتى الكثير من الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية ممن يعيشون في الأراضي الفلسطينية أو في إسرائيل أو خارج فلسطين ممن يعتقدون بضرورة تغيير الآليات وتغيير الاستراتيجيات القديمة التي لم تحقق شيئاً.

لذا فإن الإمارات مطمئنة، وتسير بثبات في قرارها على الرغم من الهجوم الشرس وغير المبرر من «بعض» القيادات الفلسطينية ورغم فتوى مفتي القدس التي تُخرج الإماراتيين من ملة الإسلام وتحرِّم عليهم – دون غيرهم – الصلاة في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين! إلا أن الإمارات تؤكد موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

في المعركة الحالية بين دعاة السلام ودعاة التطرف والعنف والإرهاب سيخسر أعداء السلام وسيدركون أنهم أخطأوا كثيراً بعد أن ينكشفوا للصغير قبل الكبير وللبعيد قبل القريب، فالحق أوضح من أن يغطى بغربال، والإمارات بقرارها السيادي لم تفكر في الاعتداء على الحق الفلسطيني ولم تمنع حلاً للقضية بل العكس هو الصحيح.

قد يكون من المهم أن يظهر أحد يذكّر القيادة الفلسطينية بالقاعدة الإنسانية البسيطة وهي أن «الطبيعة لا تعترف بالفراغ»، فالفراغ لا بد أن يتم ملؤه يوماً ما وبشكل أو بآخر فصاحب الحق إذا ما نام عن المطالبة بحقه فسيضيع حقه أو سيأتي من يأخذ حقه أو سيأتي من يطالب بحقه بدلاً منه. وهذا ما يحدث دائماً وهذا ما حدث في فلسطين التي انشغلت فيها قياداتها وفصائلها بنفسها ونسيت القضية وانشغلت بالصراع على كرسي الحكم – غير الموجود فعلياً – ونسيت أن تفاوض من يحتل أراضيها ومن يحاصرها من كل جانب وقبلت بالأمر الواقع الذي أصبح مريحاً لها، ولكنه غير مريح للمنطقة بأسرها بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطاءهم، ومن خلالها تتدخل إيران وتركيا في شؤون المنطقة.

بعد سبعة عقود من الفشل المتتالي في حل القضية اختارت الإمارات «الفعل» بدلاً من ردات الفعل، الحركة بدلاً من السكون واختارت الشفافية بدلاً من الخداع والعمل في الخفاء، اختارت وضع النقاط على الحروف ليقرأ الجميع الجمل واضحة فقفزت لتوقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وتوقِف معها الحرب التي كانت طرفاً فيها ضمن الجانب العربي طوال عقود، وقلبت صفحة كان العرب فيها الطرف الخاسر دائماً في الصراع، وهي تنظر للمستقبل بروح التسامح والأخوة والسلام.

لقد اختارت الإمارات سلام الأقوياء، ففي معاهدتها مع إسرائيل اختارت أن تكون طرفاً قوياً إلى جانب الطرف الإسرائيلي القوي، وهي بذلك ستكون طرفاً رابحاً، ليس لنفسها وإنما للمنطقة أيضاً وستكشف الأيام النموذج الإماراتي الإسرائيلي للسلام، نموذجاً بُني على المصالح المشتركة وتكافؤ الفرص في مجالات التعاون والعمل معاً من أجل مصلحة الطرفين، بما يؤدي إلى الذهاب نحو المستقبل بثبات ووضوح… وهذا ما سيجعل الجميع يغيّرون طريقة تفكيرهم، ويؤدي إلى تغيير نظرتهم للأمور.

88552_ALR_14-10-2019_p32-1

الإمارات.. سلام الشجعان

شُجاعة الخطوة الإماراتية بالأمس، وجريئة تلك الجهود التي قامت بها الدبلوماسية الإماراتية منذ إعلان إسرائيل نيتها ضم أراضٍ فلسطينية جديدة إليها.

دولة الإمارات تحركت بقوة من منطلقاتها الأخلاقية والعربية والإسلامية في دعم الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، ونجاح مساعيها في تراجع إسرائيل عن هذه الخطوة التي كان من شأنها أن تقضي على حل الدولتين وتضيع 25% من الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن أنها ستعيد الوضع الفلسطيني إلى نقطة البداية، وتضع المنطقة على حافة الانفجار. وهذا التراجع الإسرائيلي يعتبر اختراقاً مهماً وإنجازاً للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني الذي ضاع منذ 7 عقود، وآن الأوان أن يعود.

العرب مطالبون بالاستمرار في العمل من أجل هذه القضية الأم، وهذا الحق العربي الذي يجب أن يعود إلى أصحابه بكل الطرق العملية وليس فقط بالشعارات والبيانات والشجب والتنديد، فأهمية الخطوة الإماراتية تكمن في أنها تضيف مكسباً للقضية وتساعد على إيقاف التوسع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا التفاهمات التي تمت قبل خطوة التقارب.

إصرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمه للسلام والاستقرار في المنطقة هو ما دفع إسرائيل لتغيير موقفها.. أما ما يميز سياسة الإمارات فهو أنها واضحة وشفافة.. وأما ما شهدناه بالأمس من انتقادات من بعض الأطراف الإعلامية فهو متوقع من دول تنسج علاقات سرية مع إسرائيل منذ سنوات طويلة بدون أن يكون لتلك العلاقات أي مردود فعلي على القضية الفلسطينية، وكأنها تقدم هدايا مجانية لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

دولة الإمارات أكدت وتؤكد دائماً على أنها مع الإجماع العربي، وعلى الصعيد السياسي فإن موقف الإمارات منسجم مع موقف العرب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أما التقارب الذي تم الاتفاق عليه بالأمس، فإنه سوف يخدم الإمارات في مختلف المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والزراعة والطب وغيرها من المجالات السلمية والمفيدة للبشر.

الإمارات أكدت وتوكد دائماً أنها مع السلام وتعمل من أجل السلام والوئام بين دول العالم، وأكثر من يستحق السلام هو الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود وفشلت كل الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات في تحقيق إنجاز حقيقي للفلسطينيين، لكن الإمارات نجحت في تحقيق إنجاز للقضية الفلسطينية بإيقاف التوسع الإسرائيلي قبل أن تقدم الإمارات أي شيء لإسرائيل، وهذا ما لم يحدث من قبل.

نتمنى أن يفهم الأشقاء في فلسطين والعرب بشكل عام أن هذه الرسالة الإماراتية هدفها المصلحة الفلسطينية وإيجاد قنوات عربية جديدة لدعم القضية ومساعدة الشعب الفلسطيني في الوصول إلى السلام، بعد أن كادت خطوة ضم الأراضي تفجر الوضع في فلسطين والمنطقة.

88552_ALR_14-10-2019_p32-1

الإمارات ومثلث الشر

تعرف دولة الإمارات كيف تتعامل مع أصدقائها، وقبل ذلك كيف تتعامل مع من يعاديها.. الإمارات دولة صغيرة لكنها تتمتع بحكمة الكبار، وبكل تواضع تعرف إمكاناتها وتعرف حدودها وتعرف ما لها وما عليها، لذلك كانت دولة الإمارات قوية ثابتة في مواقفها وفي دعمها لحقوق العرب والوقوف في صف المظلومين في العالم، كما أنها لم تتأخر يوماً عن نصرة المحتاج ومساعدة المنكوب.

أما ‏المتابع للشأن السياسي في المنطقة فيلاحظ أن دولة الإمارات تتعرض لهجوم دائم ومستمر من قِبل جهات محددة ومعلومة ومعروفة.. ويلاحظ المتابع أيضاً أن دولة الإمارات تواجه كل ذلك الهجوم وكل تلك الافتراءات والأكاذيب بهدوء وصبر وحكمة.

‏دولة الإمارات لم تؤذِ أحداً ولم تعتدِ على بلد ولم تتآمر على جيرانها، وإنما كانت دائماً رهن إشارة الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، وما يحدث اليوم هو أن الإمارات تدفع ثمن ما تنتهجه من سياسة واضحة وصادقة مع الجميع وبدون أي أقنعة في المواقف أو ضبابية في التصريحات.

‏وعندما بدأ العالم حربه على الإرهاب منذ سنوات طويلة كانت دولة الإمارات مع دول العالم الحر في محاربة العنف والتطرف والإرهاب، ولم تتأخر يوماً عن دعم تلك الجهود معنوياً أو مادياً أو حتى عسكرياً ضمن الجهود الدولية، وهذا الأمر جعلها قوة سلام في العالم، وهو السبب ذاته الذي جعل الإمارات ‏هدفاً مباشراً للتنظيمات الإرهابية والجماعات العنيفة في العالم، ولم تكتفِ الجماعات بذلك في التآمر و‏محاولة القيام بأعمال إرهابية على أرض الإمارات، وجميعها باءت بالفشل، فتحولت قوى الظلام إلى الإعلام كي تشوّه صورة الإمارات وقادتها وتسخر من إنجازاتها التي يحترمها العالم.

وإلى جانب الإرهاب، كانت هناك جماعة الإخوان المسلمين ‏التي كشفتها دولة الإمارات وحاسبت كل من ينتمي إليها في دولة الإمارات بعد أن أسقطت القناع المزيف عنها، وهو قناع الدين والتدين، فظهر وجه هذه الجماعة القبيح، وهو وجه المصلحة والتعطش إلى السلطة والطمع في كرسي الحكم.

‏مثلث الشر في المنطقة الذي يواجه الإمارات والسعودية ومصر والبحرين وكل بلد معتدل هو (الدوحة – طهران – أنقرة)، فمن هذه العواصم الجارة يأتي الشر وتأتي الأخبار الكاذبة ويأتي سوء الخلق.. ولكن دولة الإمارات الواثقة بنفسها والواثقة بأبنائها، وكل المخلصين الذين يعيشون على أرضها، ‏لا تلتفت إلى كل تلك الأكاذيب والفبركات التي تملأ الفضاء الرقمي ووسائل الإعلام التابعة لمحور الشر الثلاثي.. بل على العكس واصلت الإمارات طريقها إلى المستقبل ونحو الفضاء في الوقت الذي كان من يعاديها يتمرغ في تراب العنف والكره والأنانية والكذب.. لذلك كانت صدمة هؤلاء كبيرة عندما رأوا الإمارات تنجح في إرسال أول مسبار عربي إلى المريخ، وقبل ذلك إرسال رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.. نجحت الإمارات نتيجة عمل القيادة الجاد وشغفها بالمستقبل والتفاف الشعب حول القيادة وحب المقيمين فيها.. وستواصل نجاحاتها التي تُكسبها احترام وتقدير العالم.